مع كل هذه المواصفات العظيمة، والتي تتحقق بها التقوى لله، ماذا يقول عنهم، وماذا يختم هذه المواصفات لهم؟ يقول -جلَّ شأنه-: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}، لاحظوا يُخيَّل للبعض أن الاستغفار هو لمن؟ للمجرمين، للمفسدين، للمذنبين الذنوب والآثام الكبيرة، هؤلاء هم بحاجة إلى الاستغفار، وعليهم أن يستغفروا وأن يتوبوا وأن يقلعوا عن ذنوبهم ومعاصيهم، لكن الله يذكر لنا عن المتقين مهما بلغ إيمانهم، ومهما بلغت تقواهم، ومهما كانت المواصفات الإيمانية في واقعهم قائمة وحاضرة وموجودة، فهم يستشعرون تقصيرهم، هم لا يزالون يشعرون بأنهم مقصرون، لا يعيشون حالة الغرور، ولا حالة العجب بالنفس.
البعض من الناس كم هو معجبٌ بنفسه ومغرور؛ لأنه لحد الآن مثلاً لم يرتكب ثلاث أو أربع من المعاصي الكبيرة التي قد اشتهرت في كونها من الكبائر، مثلاً: لم يزنِ، لم يرتكب الفاحشة، لم يقتل النفس المحرمة، لم يشرب الخمر، من النعمة والتوفيق أن الإنسان لا يفعل مثل هذه الجرائم، نعمة وتوفيق إلهي كبير، ولكنه في المقابل كم عليه من معاصٍ أخرى، تعال إلى جانب المسؤوليات كم
اقراء المزيد